كيفية تحسين رفاهية المجتمعات من خلال تحسين المركز الاجتماعي في المملكة العربية السعودية
Abstract
كانت خدمة المجتمع موجودة منذ عدة قرون وفي كل أنحاء العالم، إلا أن إضفاء الصفة المؤسسية للعمل المجتمعي في التاريخ الحديث بدأ في أواخر القرن التاسع عشر، وما زالت تتطور وتتميز حتى يومنا هذا، حيث تمثل المراكز المجتمعية الرموز المدنية الحالية للعمل المجتمعي.
تهدف هذه الدراسة إلى فهم أسس الفاعلية في المراكز المجتمعية، وتحديد السياسات وتطويرها وتحديد احتمالية تحسين دور المراكز المجتمعية خصوصاً في المجالات التعليمية والتوعية الصحية ومجالات التنمية الاجتماعية. وذلك من خلال البحوث والدراسات المقارنة والمكثفة للمحتوى والخبرات التي تركز على مراكز المجتمع في كل من المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة. بالإضافة إلى دراسة حالة أجريت في مركز مجتمعي في جدة بالمملكة العربية السعودية ودراسة أخرى في لندن بالمملكة المتحدة حيث تمت المقابلات هناك مع الإدارة وجها لوجه كما تم الحصول على إجابات عن الاستبيان من خلال الانترنت الذي أجاب عليه أعضاء النادي السعودي في لندن.
وعلى الرغم من أن هذه الدراسة قد كشفت العديد من أوجه التشابه بين البلدين على مستويات التخطيط والتوظيف والتمويل والبرامج المقدمة وبعض من جوانب وضع السياسات، إلا أن المملكة المتحدة تميزت بتاريخ طويل من العمل المجتمعي المؤسسي والمشاركة الحكومية. وقد كشفت هذه الدراسة أن تلك المراكز في كلا البلدين تواجه عقبات متماثلة على الرغم من خبرة المملكة المتحدة في هذا المجال، ومن أبرز هذه العقبات: عدم وجود سياسات شاملة والتي تؤدي إلى ضعف الالتزام وتمويل غير منتظم، وعدم استعداد المراكز لتلبية احتياجات وتوقعات السكان المحليين بالإضافة إلى نقص الموظفين الأكفاء والماهرين والصعوبات في إشراك العامة في أنشطة المراكز المحلية.
وفي الختام توصي هذه الدراسة الجهات المعنية بالمشاركة في تقييم الوضع الحالي في مراكزهم المحلية، وأن تقوم بتوحيد جهود وضع السياسات وضمان قابلية تنفيذها للقياس وتوفير التدريب المعتمد لموظفيها وللمتطوعين، وأن تتهيأ وسائل الإعلام للترويج عن أنشطة المراكز، كما ينبغي على الممولين والحكومات تقديم حوافز للمشاركين في الأعمال المجتمعية.